إذا رأوا من يحفظ الأقوال ويسردها قالوا: ما هو إلا فقيه حافظ، وإن كان لا معرفة له بحقيقة ما يقول، كما قال الشاعر:

يقولون أقوالاً [و] (?) ما يعرفونها ... وإن قيل (?) هاتوا حققوا لم يحققوا (?)

وقال آخر:

زوامل للأسفار لا علم عندهم ... بجيدها إلا كعلم الأباعر

لعمرك ما يدري البعير إذا غدا ... بأوساقه أو راح (?) ما في الغرائر (?)

وحسبك دليلاً أن الله تعالى سمى مثل هؤلاء أميين، فقال: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلا يَظُنُّونَ} (?).

وقوله: أماني، أي: تلاوة (?)، فسماهم الله تعالى أميين وإن كانوا حافظين للكتاب (?)، فإن الحفظ غير مقصود لنفسه، وإنما المقصود فهم المعاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015