صفحة فارغة
هَامِش
وَهَذَا مَكَان إِذا حققته، جمعت بَين كَلَام الْأُصُولِيِّينَ، والمنطقيين، والنحاة، والبيانيين، وَظهر لَك أَن الْألف وَاللَّام رُبمَا كَانَت سورا للكلية فِي بعض الْمَوَارِد.
وَحَاصِله: أَن هذَيْن القياسين يرجعان إِلَى قِيَاس الْمُسَاوَاة؛ كَأَنَّهُ قَالَ: الْعِبَادَات مُسَاوِيَة للدّين الْمسَاوِي لِلْإِسْلَامِ الْمسَاوِي للْإيمَان؛ فالعبادات مُسَاوِيَة للْإيمَان.
" و " احتجت الْمُعْتَزلَة أَيْضا على أَن الْإِسْلَام هُوَ الْإِيمَان؛ بِأَنَّهُ - تَعَالَى - اسْتثْنى الْمُسلمين من الْمُؤمنِينَ: " قَالَ: {فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ} إِلَى آخرهَا [سُورَة الذاريات: الْآيَة، 35] "، أَعنِي: {فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين} [سُورَة الذاريات: الْآيَة، 36] ، والمستثنى من جنس الْمُسْتَثْنى مِنْهُ؛ فالإسلام من جنس الْإِيمَان.
وَلَك أَن تَقول: غَايَة مَا تدل عَلَيْهِ الْآيَة - أَن الْمُسلم مُؤمن، وَلَا يلْزم من ذَلِك كَون الْإِسْلَام الْإِيمَان؛ لصدق: الضاحك كَاتب، وَكذب: الضحك كِتَابَة.