ويقدم لَهُ من الإصطبلات برسم ركوبه بغلة شهباء تختص بهذا اللون دون غيره، وعليها من الخزانة السلطانية سرج ثقيل برادفتي فضة. ويخلع عَلَيْهِ الخلع المذهبة الفائقة.

ويزاد الداعي، الطبل والبوق والبنود، وإذا كَانَ أول ولايته مشى حوله الفراء، وبين يديه المؤذنون يعلنون بذكر الخليفة والوزير، ولا يتقدم عَلَيْهِ أحد فِي محفل إِذَا حَضر، لا من أصحاب السيوف ولا الأقلام. ولا يحضر إِلَى جنازة ولا إِلَى إِملاك إِلاَّ بإذن، ولا يقوم لأحد وهو منتصب للحكم إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي داره، ولا يعدل شاهداً إِلاَّ بإذن بشرط أن يموت واحد أَوْ يتعذر، ولا يستخدم أحداً إِلاَّ بمطالعة يستأذن فِيهَا فيوقع لَهُ فِيهَا بإمضاء مَا أراد، وإذا أراد أحد أن يؤدي شهادة، قام فيقوم رفقته بقيامه، وكذا إِذَا أدى شهادته وعَادَ.

وإذا انقضى المجلس انصرف إِلَى داره بهيئة جميلة. ويجلس بالقصر يومي الخميس والاثنين، فيبدأ أولاً بالسلام عَلَى الخليفة.

وكان لَهُ بالقاهرة ومصر أربعة أنفس ينوبون عنه لا يفترون عن تعاطي الأحكام، ويحضر إِلَيْهِ وكيل بيت المال فِي أمر المواريث بما يحمله لبيت المال وبما يصرفه، وكل ذَلِكَ بتوقيعه. ويطالع بكل شيء فيكتب لَهُ بالحمل كل مَا يثبت عند القاضي، وكذا شأنه فِي دار الضرب، فيتولى التغليق بنفسه، ويختم عَلَيْهِ بختمه، ثُمَّ يحضر مرة أخرى لكشفه، فإذا وضعت الصفيحة فِي الميزان رفع شاهد من شهود القاضي يده فإذا رأى صحتها دفعها لآخر، فذا رأى ذَلِكَ دفعها للقاضي وأديا عِنده بصحتها فتنقش حينئذ عَلَيْهَا السكة.

وكان القاضي إِذَا عُزل بسبب من الأسباب يُقَرَّر لَهُ عَلَى مال الجوالي فِي الشهر عشرة دنانير، وَمَا يكفيه وعياله من القمح فِي كل سنة. وَكَانَتْ إِلَيْهِ أموال الأيتام والسفهاء، ويستعمل فِي ذَلِكَ أمناء لَهُ، وَكَانَ لَهُ بمصر أمين حكم وبالقاهرة آخر، وبالضواحي آخر، وَعَلَى كل منهم شاهدان يضبطان عَلَيْهِ مَا يدخل ويخرج.

وكان للعمال عَلَى ذَلِكَ ربع العشر من مال الأيتام أجرة فِي كل سنة، بشرط أن يكون مما يتصرف فِيهِ بالدخل والخرج والبيع والجباية. وأما مَا يوجد نقداً حاصلاً فلاَ عمالة لَهُ، وكانُوا لاَ يسمعون الدعوى إِلاَّ فِي أربعين ديناراً فصاعداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015