ولاه عبد العزيز بن مروان ثُمَّ أضاف إِلَيْهِ الشُّرَط فوليهما جميعاً. وَكَانَ كثير التلاوة.

قال أبو عمر: كتب عبد الملك بن مروان إِلَى أخيه عبد العزيز أنه اختلف عليَّ بدمشق فِي نَفقَة المبتوتة فاكتُبْ إليّ بما عندك. فجمع الأشياخ وتكلموا. وَكَانَ يونس فِي أخريَاتهم. فتكلَّم فأعجب عبد العزيز كلامه. فسأل عنه فقالوا هَذَا من سادات حَضْرَمَوْت. فولاه قضاء مصر عوضاً عن مالك بن شَراحيل وذلك فِي جمادى الأولى سنة أربع وثمانين. وصرفه فِي مستهل سنة ست وثمانين وَكَانَ اشتد بِهِ الضعف حَتَّى ثقل فِيهِ. فكانت مدة ولايته سنة ونصفاً وشهراً. ومات بعد قليل فِي ربيع الأول منها. وقيل عاش إِلَى سنة سبع وثمانين وولي بعده ابن أخيه أوس ابن عبد الله بن عطية.

يونس بن محمد بن الحسن المقدسي القرشي، كمال الدين المعروف بجوامرج شافعي من المائة السادسة. ولي فِي سابع المحرم سنة ثلاث وأربعين من قبل الخليفة الحافظ بإشارة الوزير العادل علي بن سلار.

قال محمد بن أسعد الجواني: كَانَ من الأعيان النزيهين، كثير الهمة، عظيم القدر، لَمْ يأكل لسلطان قَط خبزاً، وَلَهُ رواية فِي الحديث عن جده. ويقال: إنه لَمْ يشرب من ماء النيل قط. وإنما كَانَ يشرب من ماء البئر. وَكَانَ قبل أن يلي القضاء خطيب القدس. آخره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015