محمد بن عبد الله بن قاسم، يأتي فِي محمد بن قاسم.
محمد بن أبي سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهَّر ابن أبي عَصْرُون محيي الدين أبو حامد ابن أبي سعد الشافعي، من المائة السابعة.
كان موصلي الأصل، سكن دمشق، وولي قضاء الديار المصرية بعد صرف زين الدين علي بن يوسف الدمشقي فِي الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، فِي سلطنة الملك العزيز عثمان ابن صلاح الدين، وصرف فِي سادس عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين، وَكَانَتْ ولايته سنةً واحدةً، وأُمر بعد عزله بلزوم بيته فأغلق بابه وأقام فِيهِ ثُمَّ أذن لَهُ أن يخرج من مصر فتحول إِلَى دمشق، فأقام بِهَا إِلَى أن مات فِي شهر ربيع الأول سنة إحدى وستمائة.
وكان قَدْ سمع أباه، والسِّلفي وغيرهما، وحدث باليسير، وَكَانَ شجاعاً جواداً، وَكَانَ أبوه من أعيان الشافعية ومشاهيرهم، وَلَهُ تصانيف مشهورة، استوطن دمشق إِلَى أن مات فِيهَا.
محمد بن عبد الله بن محمد بن الخصيب بن الصقر بن حبيب الإصبهاني ولد سنة ثلاثمائة، وكتب الحديث، وَكَانَ ينوب فِي القضاء خلافة عن أبيه، واستقل بالقضاء بعد وفاة والده فِي النصف من المحرم سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، فلما خُلع عَلَيْهِ وركب إِلَى الجامع يوم الجمعة ثارت بِهِ العامة وشغبوا عَلَيْهِ وحَصَبوه فصاح: مَا الَّذِي يُنْقَم عليَّ وَقَدْ عمرتُ الأحباس ووفَّرتُها وفُرّقت فِي مستحقيها! وَمَا يضبط أحد قط أنني ارتشيت أنا ولا أبي، فما ارتدعوا عنه، وراسل الأمير وهو يومئذ كافور الإِخشيدي فأنفذ إِلَيْهِ غلامه مقبل الخادم يسأله عن حاله فأظهر تجلداً، وباحث من حضر من العلماء فِي شيء من المسائل واستمر إِلَى صلاة العصر.