أيقنتُ بالموت فانكَسرتُ له ... وكل حيٍّ يوافِقُ الأجَلاَ
كم من أخٍ لي قد كان يُؤنسني ... فصار تحت الترابِ مُنجَدِلاَ
لا يسمع الصوتَ إن هتفتُ به ... ولا يردُّ الجواب إن سُئِلاَ
لو خلَّد الله فاعلموا أحداًلَخَلَّدَ الأنبياءَ والرُّسُلاَ
وكان عبد الله قد صرفه عن القضاء في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة ومائتين. فكانت مدة ولايته ست سنين إلا شهرين. وأقام عبد الله بن طاهر عطَّاف بن غَزْوَان ينظر في المظالم.
وقال أبو عمر الكندي: حدثني أبو الطاهر المديني: سمعت حَرملة بن يحيى يقول: مرض إبراهيم بن الجراح وهو على قضاء مصر فأوصى بوصية، وأمر بإحضار الشهود ليشهدوا على وصيته. فقرئت عليهم الوصية فكان فيها، وإن الدين كما شرع، وإن القرآن كما خلق. قال حرملة فقلت: أشهد عليك بهذا؟ قال: نعم.
وقال سعد بن عبد الله بن عبد الحكم: انصرف أبي من عند ابن طاهر وقد ألقى إليه كتاباً من ابن السرى فيه أيْمان بالإطلاق والعتاق. فقال: مثله يستحلف بهذه الأيمان؟ فقلت: أصلح الله الأمير. إن الذي يجري الله عز وجل على يديك من حقن الدماء وصلاح ذات البَيْن، يسهل مثل هذا عليك. قال: أشهد عليّ بما فيه.
وقال أبو سعيد بن يونس، حدثنا علي بن سعيد وغيره، قالوا حدثنا أحمد ابن عبد المؤمن، حدثنا إبراهيم بن الجراح، حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العَيزار قال: كنت مع أبي فلقي محمد بن سُوقَة، فسلم عليه وسأله. ثم افترقا، ثم التقيا، فسلم
عليه وسأله، فقال أبي: ألم ألقك آنفاً؟ قال بَلَى، ولكن أخبرني نافع عن ابن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لقي أحدكم أخاه في اليوم مراراً فليسلم عليه، فإن الرحمة ربما حدثت.