وقال أبو عمر: تولي من قبل الرشيد فدخل مصر في صفر سنة خمس وثمانين ومائة، فاستكثر من الشهود ودوّن أسمائهم في كتاب، وهو أول من فعل ذلك. واستكتَب أبا داود النحاس، وزكريا بن يحيى، الحَرسي - ولذلك كان يقال له: كاتب العمري - وخالد بن نجيح وإسحاق بن محمد بن نجيح.

قال سعيد بن عفير: كان من أشد الناس في عمارة الأحباس. كان يقف عليها بنفسه ويجلس مع البنّائين أكثر نهاره.

وقال ابن وزير: لما ولي العمري جعل أشْهَب على مسائله، وضم إليه يحيى ابن بُكيْر، ويحيى بن عبد الله بن حَرملة، وأمرهم بإدامة من عرفه منه ستر وفضل.

وقال يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه: كان خَوَاصّ العمري، عبد العزيز ابن مطرف، وسابق بن عيسى، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير.

وقال أحمد بن يحيى بن وزير: لم يكن في قضاتنا أكثر شهوداً من العمري. كان قد اتخذ نحواً من مائة من أهل المدينة، أكثرهم من موالي قريش والأنصار، وكان رئيسهم عبد العزيز المطَّرفي.

وجرى في ولاية العُمري قصة أهل الحرس، وهو قوم من أهل مصر كان رؤساء المصريين يؤذونهم، كأبي رَحْب الخولاني، وهاشم بن حُديج، وغيرهما من العرب. فاجتمع الحرسيون إلى كاتب العمري زكريا بن يحيى الحرسي فقالوا له: حتى متى نؤذي ونطعن في آبائنا فأشار عليهم أن ليأذن لهم في كتاب سجل بأن لهم أصلاً في العرب. فجمعوا له ستة آلاف دينار. فلما صار المال إلى العمري، لم يجسر أن يسجل لهم. فقال: اركبوا إلى الخليفة. فخرج عبد الرحمن بن زياد الحَرِسي إلى العراق، وأنفق مالاً عظيماً هناك. وادعى أن المفضل بن فَضَالة، كان حَكَم لهم بإثبات أنسابهم إلى الحوتكة بن أسلم بن الحاف بن قضاعة.

وكان أبو الطاهر ابن السَّرح يقول أقر عندي عبد الكريم القراطيسي، وكان يضع على الخطوط نظيرها، أنه وضع قصة على لسان المفضل بإِثبات أنساب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015