إِلَيّ فَدَنَا وأكب على تَقْبِيل يَده وَرجله فَثنى الطائع عَلَيْهِ يَمِينه وَكَانَ بَين يَدي سَرِيره مِمَّا يَلِي الْجَانِب الْأَيْمن الْكُرْسِيّ المربع المغشى بالأرمني برسم جُلُوس الْأُمَرَاء فَقَالَ لَهُ: أَجْلِس فَأَوْمأ وَلم يفعل حَتَّى قَالَ لَهُ: أَقْسَمت عَلَيْك لتجلسن فَقبل الْكُرْسِيّ وَجلسَ وَقَالَ لَهُ الطائع: مَا كَانَ أشوقنا إِلَيْك وأتوقنا إِلَى مفاوضتك فَقَالَ: عُذْري ظَاهر بِحَضْرَة مَوْلَانَا فَقَالَ نيتك موثوق بهَا وعقيدتك مسكون إِلَيْهَا فأموأ بِرَأْسِهِ وَقَالَ الطائع لله: قد رَأَيْت ان أفوض إِلَيْك مَا وَكله الله تبَارك وَتَعَالَى إِلَيّ من أُمُور الرّعية فِي شَرق الأَرْض وغربها وتدبيرها فِي جَمِيع جهاتها سوى خاصتي واسبابي وَمَا تحويه دَاري فتول ذَلِك مستخيرا لله فِيهِ فَقَالَ عضد الدولة: يُعِيننِي الله على طَاعَة مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وخدمته ثمَّ قَالَ عضد الدولة: أُرِيد المطهر وَعبد الْعَزِيز بن يُوسُف ووجوه القواد الَّذين دخلُوا معي ليسمعوا لفظ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِمَا شرفني بِهِ وَكَانُوا قد وقفُوا صفا وَاحِدًا دون العتبة بَين سماطي أَصْحَاب الْمَرَاتِب فأدنوا وَقَالَ الطائع: وهاتوا الْحُسَيْن بن مُوسَى وَمُحَمّد بن عمر وَابْن مَعْرُوف وَابْن أم شَيبَان والزينبي فقربوا وتكللوا وَرَاء عضد الدولة وَأعَاد الطائع لله