نخرجهُ من حَرِيم الدَّار ونهاني عَن المعاودة إِلَى ذَلِك وَعَن ان أكشف رَأْسِي أَو أتبذل أَو أمزح أَو أرفث فِي شَيْء من تِلْكَ الْمَوَاضِع فشكرته على مَا عاملني بِهِ وأرشدني إِلَيْهِ.

وحَدثني جدي: ان المكني أَبَا الْهَيْثَم حضر يَوْمًا فِي دَار عضد الدولة وَأخذ عمَامَته من رَأسه ووضعها بَين يَدَيْهِ وَرَآهُ بعض أَصْحَاب الْإِخْبَار فَكتب بِمَا كَانَ مِنْهُ وَخرج استاذ دَار فحزق بِهِ وَشَتمه وَأخذ الْعِمَامَة وَضرب بهَا رَأسه حَتَّى تقطعت قطعا ووكل بِهِ واعتقله فَسئلَ فِيهِ عضد الدولة وَقيل: هَذَا رجل محرور الرَّأْس وَلَا يَسْتَطِيع ترك الْعِمَامَة على رَأسه وانما فعل هَذَا لذاك لَا لجهل بأدب الْخدمَة فَبعد مراجعات مَا أَمر بِإِطْلَاقِهِ.

وَلَيْسَ للحاجب ان يقبل على أحد مِمَّن يكون السُّلْطَان معرضًا عَنهُ وَلَا ان يرضى عَمَّن يكون السُّلْطَان ساخطا عَلَيْهِ وَلَا ان يوليه من الْبر وَالْإِكْرَام مَا كَانَ يوليه من قبل وَلذَلِك فعل نصر القشوري الْحَاجِب بحامد بن الْعَبَّاس مَا فعل وَقد كَانَ وزر وَذَاكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015