لَهُ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: عَليّ بن عِيسَى خادمك وخادم آبَائِك وَمن قد عرفت مَحَله من الصِّنَاعَة وموقعه من جمال المملكة وَمن حَاله وَأمره كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: هُوَ كَذَلِك ولكنني انقم عَلَيْهِ ذنوبا وَأخذ يعدد ذنُوب عبد الرَّحْمَن فَقلت: يَا مَوْلَانَا وَأي دَرك يلْزمه فِيمَا قصر فِيهِ أَخُوهُ قَالَ: سُبْحَانَ الله وَهل دبر عبد الرَّحْمَن إِلَّا بِرَأْيهِ أَو أمضى شَيْئا أَو وَقفه إِلَّا عَن أمره وأمري إِيَّاه بألا يحل وَلَا يعْقد إِلَّا بموافقته وَأَقْبَلت أعْتَذر لَهُ وَأَجْعَل بازاء كل ذَنْب حجَّة فَقَالَ دع ذَا مَا خاطبني إِلَّا قَالَ: واك فَهَل تتلقى الْخُلَفَاء بِمثل ذَاك فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ان هَذَا طبع لَهُ قد ألف مِنْهُ وَحفظ عَلَيْهِ وعيب بِهِ فِي أَيَّام خدمته للمقتدر بِاللَّه وَمَا اسْتَطَاعَ ان يُفَارِقهُ مَعَ نشأته عَلَيْهِ وتعوده إِيَّاه فَقَالَ: اعْمَلْ على انه خلق أما كَانَ يُمكنهُ ان يُغَيِّرهُ معما وَصفته بِهِ من الْفضل وَالْعقل أَو يتحفظ معي خَاصَّة فِيهِ مَعَ قلَّة اجتماعه معي ومخاطبته إيَّايَ وَمَا يفعل هَذَا إِلَّا عَن تهاون وَقلة مبالاة فَقبلت الأَرْض مرَارًا بَين يَدَيْهِ وَقلت: الله الله وان يتَصَوَّر مَوْلَانَا ذَاك فِيهِ وَإِنَّمَا هُوَ عَن سوء توفيق وَالْعَفو من أَمِير الْمُؤمنِينَ مَطْلُوب وَلم أزل حَتَّى أَمر بنقله إِلَى دَار وزيره وَنقل وَصحح مَا أَخذ بِهِ خطة وَصرف إِلَى منزله.