وأورد فيه أسئلة ثلاثة ذكرها مكي بن أبي طالب في كتاب "الإبانة" وأجاب عنها ... وهذه الأسئلة وأجوبتها تتصل بموضوع هذا الكتاب الاتصال الوثيق.
وها هي ذي الأسئلة الثلاثة:
ما الذي يقبل من القراءات الآن فيقرأ به؟
وما الذي لا يقبل، ولا يقرأ به1؟
وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟
قال مكي في الإجابة عن هذه الأسئلة: إن جميع ما روي من القراءات, على ثلاثة أقسام:
1- قسم يقرأ به اليوم، وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال، وهي:
أ- أن ينقل عن الثقات إلى النبي, صلى الله عليه وسلم.
ب- ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن شائعًا.
جـ- ويكون موافقًا لخط المصحف.
فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به، وقطع على مغيبه وصحته وصدقته؛ لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف، وكفر من جحده.
2- والقسم الثاني: ما صح نقله في الآحاد، وصح وجهه في العربية، وخالف لفظه خط المصحف.
فهذا يقبل، ولا يقرأ به لعلتين:
إحداهما: أنه لم يؤخذ بإجماع، إنما أخذ بأخبار الآحاد، ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد.