ما المراد بالرسم؟ وماذا يعنون بالمصحف؟
الرسم: أصله الأثر، والمراد: أثر الكتابة في اللفظ، وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.
والمراد بالمصحف: المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة1.
وقد جمع أبو بكر القرآن مشتملًا على سبعة الأحرف التي أذن الله -عز وجل- للأمة في التلاوة بها، ولم يخص حرفًا بعينه2، ثم كان لكثير من أئمة الصحابة مصاحف: عمر بن الخطاب3، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب4، وعبد الله بن مسعود5، وابن عباس6, كما كان لزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك: عائشة، وحفصة، وأم سلمة7. كذلك كان للتابعين من أمثال عطاء بن رباح، وعكرمة، ومجاهد8؛ وفي هذه المصاحف ما صح سنده، وثبتت تلاوته، ووافق العربية، ولكن اختلف بعضها عن بعض حتى كان المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون، ويختلف القراء من أهل العراق والشام9، هذا الاختلاف الذي أغضب حذيفة بن اليمان10 حتى احمرّت عيناه.
ويفزع حذيفة إلى سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ويشرح الله صدر عثمان إلى هذا العمل الجليل، فيجمع الأمة على حرف واحد، ورسم واحد11 -ما عدا اختلافات أحصاها المشتغلون بالدراسات القرآنية12- خالٍ من