فالاتباع مظنة الأبداع، والتقليد مظنة الجمود (?).
ولذا فالمطلوب هنا هو التأمل في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته العطرة، وتوظيف النصوص بطريقة تلائم حاجات الأمة ومتطلبات المرحلة، وتعالج الخمول الذي خيم على مجتمعنا اليوم، ولاسيما أن الله تعالى يسّر لنا ما كان يحلم به غيرنا في سالف الأزمان، فوسائل التواصل وسبل الاتصال مبذولة لطلبة العلم اليوم.
ولا يفوتني التنويه إلى شحة الدراسات التي تعرضت للتخطيط ورسم الأهداف من خلال السنة النبوية، وكل من كتب في الأهداف -في حدود اطلاعي- فإنما تعرّض إليها ضمناً لا أصلاً، وبطريقة إدارية بحتة، وغالب الأمثلة مكررة وتدور على حديث أو حديثين.
لذا اجتهدت قدر المستطاع في توجيه النصوص حسب الخطة المرسومة، فجاء بهذا الشكل، فبحثي هذا إن كتب له القبول إنْ شاء الله يكون أوّلاً في بابه، وقد يكون نقطة انطلاق لرسالة علمية متخصصة في رسم الأهداف، والفضل بعد فضل الله تعالى يعود لـ (ندوة الحديث الشريف) المباركة في فتح هذه الأفاق الجديدة الإبداعية كما تعودنا عليها منذ انطلاقتها، وفق الله القائمين عليها، وجعله في ميزان حسناتهم.
وقد اختصرت الكلام بغير اخلال فيه، ليتوافق مع الشروط المقررة في هذه الندوة، وحاولت الاقتصار على الأحاديث الصحيحة، إلاّ إذا لم يكن في الباب غيره، فأذكره وأنبه عليه في موضعه.
وأخيراً فهذه بضاعتنا مزجاة بين أيديكم، نسأل الله الكريم أنْ يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، وأن يوفق أخوتي الباحثين للإستفادة منه وتطويره بالشكل الذي يحقق النفع الأكبر، وما كان فيه من صواب فمن توفيق الله وحده، وما كان فيه من خلل وقصور فمن ضعفي وقلة حيلتي.
والحمد لله رب العالمين.