دين أحد من هذه الأمم؟ قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك: كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوى منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أنْ نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً وأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصيام، -قال: فعدد عليه أمور الإسلام- فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به .. الحديث " (?).فتأمل في القيم العليا التي أثرت بهذا الملك، وجعلته يسلم دون أنْ يلقى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أو بسمع منه، ثم بالأسلوب الرائع والفظنة الهاشمية لجعفر - رضي الله عنه - في اختياره هذه العبارت.
لكل رسالة في هذه الدنيا أهداف، وهذه الأهداف لابد من أن تكون محددة وواضحة للآخرين -كما سبق – لتعريفهم بهذه الأهداف وتحمل أعباء حملها والقيام بها، لذا فأنت تقرأ باستمرار في سيرة المؤسسات الناجحة أول ما تقرأ: ما هي اهدافنا، ولماذا هذه الأهداف؟