لكي تكون الأهداف ناجحة ودقيقة فلابد من معايير يقاس عليها تحقيق هذه الأهداف، ومن هاتيك المعايير:
فهذه الأسئلة مهمة للغاية من أجل انجاح الهدف، ولنوضح ذلك بأمثلة من السنة النبوية:
أخرج الشيخان من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في صلاة أبي بكر - رضي الله عنه - بالنّاس، قالت: لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال: "مروا أبا بكر فليصلِّ بالنّاس" قالت: فقلت يا رسول الله، إنّ أبا بكر رجل أسيف وإنّه متى يقم مقامك لا يسمع النّاس فلو أمرت عمر، فقال: "مروا أبا بكر فليصلِّ بالنّاس".قالت: فقلت لحفصة قولي له: إنّ أبا بكر رجل أسيف وإنّه متى يقم مقامك لا يسمع النّاس، فلو أمرت عمر، فقالت له: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصلِّ بالنّاس". قالت: فأمروا أبا بكر يصلي بالنّاس، قالت: فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، قالت: فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه، ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قم مكانك، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس عن يسار أبي بكر، قالت: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالنّاس جالساً، وأبو بكر قائماً يقتدي أبو بكر بصلاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ويقتدي النّاس بصلاة أبي بكر" (?).
وقد اختلف أهل العلم في صلاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - هذه وهل وقف على يمين أبي بكر أو شماله، على أقوال لسنا بصدد نقاشها، حتى قال بعضهم: إنّه كان لهذه الصلاة إمامان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر، وأبو بكر - رضي الله عنه - للناس، فلتنظر في محلها (?)، وإنما الذي نريده ههنا أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حدد هدفاً واضحاً وشخص له أبا بكر - رضي الله عنه -.
فالهدف واضح، أراد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للأمة أن تتهيأ لاستقبال أبي بكر - رضي الله عنه - من بعده إماماً في الصلاة، وحريّ بمن وقف هذا الموقف أنْ يكون إمامهم في الدولة، فهي تهيئة للخليفة القادم بعد أيام قليلة، ولهذا أصرّ على تقدمه للصلاة بالنّاس - رضي الله عنه - حال حياته - صلى الله عليه وسلم -،وحين رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - منظر الصفوف خلف ابي بكر - رضي الله عنه - في اليوم التالي سره، فتبسم له رضى لما يراه بأبي هو وأمي ونفسي والنّاس أجمعين.