الْبَاب السَّادِس

اذكر فِيهِ كَيفَ كَيفَ يَنْبَغِي للرسول أَن يغْفل إِذا سفر بَين ملكَيْنِ وَكَانَ

أَحدهمَا يرعد ويبرق ويعد ويستعد ليصغر إِلَيْهِ نَفسه وَمَا أجَاب

بِهِ بعض الرُّسُل وَقد عوتب على أَنه لم يعر شَيْئا مِمَّا رَآهُ طرفه مِمَّا عظم

بِهِ فِي عين من أرسل إِلَيْهِ وَملكه

قَالَ الْحَكِيم

اختر لرسالتك فِي هدنتك وصلحك ومهماتك ومناظرتك والنيابة عَنْك رجلا حصيفاً بليغاً حولا قلباً قَلِيل الْغَفْلَة منتهز الفرصة ذَا رَأْي جزل وَقَول فصل ولسان لسليط وقلبٍ حَدِيد فطناً للطائف التَّدْبِير ومستقلاً لما ترجو أَو تحاول بالحزامة وإصابة الرَّأْي ومتعقباً لَهُ بالحذر والتمييز سامياً إِلَى مَا يستدعيه إِلَيْك ويستدفعه عَنْك إِن حاول جر أمرٍ احسن اتعلاقه وَإِن رام دَفعه أحسن رده حَاضر الفصاحة مبتدر الْعبارَة ظَاهر الظلاقة وثاباً على الْحجَج مبرماً لما نقض خصمك ناقضا لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015