ساسعى نحو مروتها اُلبي ... ليصفو بالصفا صدري ونحري
ندمت ندامة الكسعى عليها ... لما قد فات من ايام عمري
سادمن شربها ما دمت حياً ... ولا اصغى الى زيد وعمرو
واجلو عين اغياري وهمي ... بصافيها سحيرا قبل فجر
فرايي الآن يا من رام نصحي ... اذا شاهدتها في الحان فاجر
ولم لا وهي مشروب العوالي ... من السادات في برّ وبحر
هي الراح المريح لكل روح ... ولم تمزج ولم توجد بعصر
وكل مخالف فيها فاني ... اسفه قوله من اهل عصري
فقل ان قال ساقيها المفدى ... جبا يا مرحبا واسكر بسكري
وخذها من يديه في حضور ... مع الساقي المليح بغير سكر
فلا غول ولا تأثيم فيها ... وليست مرة بل طعم تمر
وان غالي المحب وقال شهدي ... اجيب نعم اذا ما كنت تمري
ولولا مدحتي للبن قبلا ... لعدت له بهجو ثم هجر
لبئس طباعه وسواد قلب ... له فهو الحري بكل هجر
وللاستاذ العارف بالله تعالى زين العابدين بن محمد البكري الصديقي القاهري:
ان تشرب القهوة في حانها ... فاللطف قد حف بندمانها
حان حكي الجنة في بسطها ... برقة العيش واخوانها
بمائها نغسل اكدارنا ... ونحرق الهم بنيرانها
لاهمَّ يبقى لا ولا غمَّ اذ ... قابلك الساقي بفنجانها
يقول من ابصر كانونها ... اف على الخمر وادنانها
شراب اهل الله فيها الشفا ... جواب من يسئل عن شانها