وأما الإجماع فمن وجهين:
الأول (?) إن الأمة اتفقوا على أن لا ثواب للعمل إلا بالنية لقوله (?) - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرىء ما نوى) (?)، وهو حديث مشهور (?) تجوز به الزيادة على الكتاب (?)، وقد مرَّ أن النية ليست عبارة عن القول ولا الإخطار (?) بالبال حتى توجد إذا قال القارىء أنا أقرأ لله تعالى وأعطي ثوابه للمعطي وأخطر بباله معناه وقال المعطي أيضاً أنا أعطي لله تعالى وأخطر بباله معناه، بل هي الحالة الباعثة على العمل المعبر عنها بالقصد والعزم، ولم توجد فيما نحن فيه على ما هو المفروض، فلم يحصل (?) ثواب (?) فلا إجارة ولا بيع لما سبق وجهه.