والذي يقول في نفسه من غير أن ينطق به ساكت عند الخلق كافة. ولا يقع التفاضل بينه وبين السكوت وإنما يقع ذلك بين النطق بالحروف والأصوات والسكوت عنه.

وقال عمر1بن الخطاب رضي الله عنه في حديث السقيفة2: [وكنت زورت في نفسي مقالة أردت أن أقوم بها بين يدي أبي بكر] 3 فبين أنه لم يقم بها في حال تزوره. والتزوير4 في هذا الموضع هو: أن يروي المرء في نفسه أولا ما يحب أن يتكلم به ويصلحه، ويتأمل إن قيل به، حتى يتصور كالمقول ثم ينطق به. وهذا شأن ذوي التحصيل خيفة منهم على5 وقوع الزلل مع العجلة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015