وهي: النفس النباتية وهي أدناها مرتبة، وفوقها النفس الحيوانية، وفوقها النفس الناطقة، وفوقها النفس الفلسفية، وفوقها النفس النبوية، فهذه أربع عشرة مرتبة، والخامسة عشرة مرتبة النفس الكلية، ونحن نذكر خواص كل واحدة من هذه النفوس، وفصولها لتتبين صحة هذا التقسيم إذا فرغنا من هذا الباب، إن شاء الله [تعالى].
ونرجع إلى ما كنا فيه من مراتب الموجودات، فنقول: إن الذي يلي مرتبة النفس في الوجود مرتبة الصورة، ثم يلي مرتبة الصورة مرتبة الجوهر الحامل للصورة [وإنما جعلت مرتبة الصورة قبل مرتبة الجوهر الحامل للصورة] لوجهين: أحدهما أنا بدأنا من أعلى مراتب الموجودات منحدرين إلى أدناها، فكانت الصورة على هذا الترتيب قبل الجوهر الحامل لها، ولو بدأنا من أدنى مراتب الموجودات متصاعدين إلى أعلاها لكان الجوهر الحامل للصورة قبل الصورة في الرتبة،