أما من روى (دهدرين) سعد القين فالوجه فيه أن يكون (دهدرين) كلمة واحدة؛ لأن أبا عبيدة معمر بن المثنى قد صرح فيه بأنها تثنية؛ لأن أهل اللغة قد حكوا أنه يقال للباطل: (دهدرين)، بالراء، و (دهدن) بالنون، وأنشدوا:

(لأجعلن لابنة عثم فنا ... حتى يكون مهرها دهدنا)

وإعرابه- على هذا- أنه اسم للفعل بمنزلة (هيهات) و (سرعان)، كذلك حكى ابن جني عن الفارسي، ومعناه: بطل سعد القين، فـ (سعد): فاعل بـ (دهدرين) مرتفع به، كما كان يرتفع بالفعل الذي ناب عنه، وهو مضاف إلى القين، والمراد بالسعد: السعادة، هذا على رواية من خفض (القين)، ومعناه أن (القين) كان من عاداته أن ينزل في الحي فيشيع أنه متحفز للحرب، غير مقيم، ليبادر إليه بالعمل، فكان له في كذبه سعادة، فلما علم بكذبه بطل سعده، ولم ينتفع بكذبه، ولذلك قالوا: إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح، ومن رفع (القين) جعله صفة لـ (سعد)، وجعل (سعدًا) اسم رجل قين، وقدر في الكلام مضافًا محذوفًا، كأنه قال: بطل كذب سعد القين، أو قول سعد القين، وكان يجب على هذا أن ينون (سعدًا) ولكنه حذف التنوين استخفافًا لالتقاء الساكنين، كما قرأ بعض القراء: (قل هو الله أحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015