في قول من جعل الناظرة ههنا (العين)؛ لأن تقديره على هذا القول بناظرة ناظرة مطفل، على إبدال (ناظرة) الثانية من ناظرة الأولى، فمن حذف (الناظرة) وأقام [المضاف إليه] مقامها، صار (مطفل) بدلاً من (ناظرة) لحلوله محل ما كان بدلاً منها، ومثله قول الآخر:
(نضر الله أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات)
في راوية من روى (طلحة) بالنصب؛ لأنه أبدلها من (أعظم)، ولا يصح ذلك على حذف مضاف، كأنه قال: أعظم طلحة، ثم حذف وإنما احتيج إلى هذه الصنعة لأن الكل لا يبدل من البعض، وإنما يبدل البعض من الكل، وكذلك احتيج في إبدال (اللجون) من (الأضغان) للصنعة المذكورة.
وإذا كان لا يصح البدل على ظاهر الكلام فهذا في رواية من روى: تشتكى- على ما لم يسم فاعله- ورواه قوم: تشتكي الأضغان بالنصب وفتح التاء من (تشتكي) وكسر الكاف)، فالشكوى- على هذه الرواية- للخيل لا لأصحابها، فيكون الكلام قد تم في قوله: «وكانت تشتكي الأضغان»، ثم ابتدأ منها فقال: منها كذا، ومنها كذا، على نحو ما ذكرناه من التنويع والتقسيم.