وجل-: {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} [هود: 100]، تقديره: ومنها حصيد، فهو عطف جملة على جملة.
ونحوه قول الكميت:
(لنا راعيا سوء مضيعان منهما ... أبو جعدة العادي وعرفاء جيأل)
والتقدير: ومنها عرفاء جيأل.
وأما على أصول البصريين فله تقديران: أحدهما: أن يريد وكانت تشتكي الأضغان منها اللجون الخب، وحذفوا (منها)، قالوا في (مررت برجل حسن الوجه) إن معناه الوجه منه، وفي الآية المذكورة أن المعنى مفتحة لهم الأبواب منها، فحذف الضميرين من الموضعين لما في الكلام عليه من الدليل، وقوله: (منها اللجون) مبتدأ وخبر، كما قال الكوفيون لا خلاف// بينهم في ذلك، والتقدير الآخر: ألا تضمر (منها) ولكن تجعل (منها) المذكورة في البيت هي التي يعود منها الضمير فتكون (منها) على هذا متصلة بالأضغان، وتكون الجملة الأولى قد تمت في قوله: (منها) ويجعل (اللجون) وما بعده بدلاً من الأضغان، ولا يصح هذا البدل إلا على تقدير مضاف محذوف، كأنه قال: أضغان اللجون، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، فيكون مثل قول امرئ القيس:
( .................. ... بناظرة من وحش وجرة مطفل)