النجم العجلي:
(قد أصبحت أم الخيار تدعي ... علي ذنباً كله لم أصنع)
فرفع (كله) بالابتداء من غير دعته إلى ذلك، ولو نصبه لم ينكسر الشعر، وكان النصب الوجه؛ لأن الفعل الذي بعده لا ضمير فيه يشغله عم العمل في كل، ومثله كثير. وقد حكي عن الكوفيين أنهم قالوا: الرتبة أن يقال: زيد ضرب عمراً، وهذا ليس بصحيح؛ لأنك إذا قدمت (زيداً) صار مبتدأ، وإنما كلامنا عن الفاعل، فإذا أردت الابتداء فللكلام أيضاً ثلاث مراتب، أحسنها أن تقول: زيد ضرب عمراً، كما قالوا يلي ذلك أن تقول: زيد عمراً ضرب. وبعد ذلك أن تقول: عمراً زيد ضرب، وهذه المرتبة أضعف المراتب الثلاث من وجهين: أحدهما: أنك إذا أخرت (زيداً) وحكمه التقديم؛ لأن الكلام مبني عليه، وهو فاعل في المعنى، وإن كان مبتدأ في اللفظ فحكمه أن يتقدم على المفعول، كما يتقدم الفاعل. والوجه الثاني: أن عمراً من صلة الخبر وتمامه؛ فإذا قدمته على المبتدأ وأخرت الفعل كان بعض الخبر مقدماً وبعضه مؤخراً، وهو مع هذا جائز، يدلك على جوازه، ما أنشده الفارسي من قول الشماخ: [الوافر]