الشىء وما فعله «1» ، وأقام على ذلك أربعين يوما كما في الصحيح «2» ، وكانت عقد السحر إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية فانحلت بكل آية عقدة «3» ، وتعلقت الاستعاذة في أوائل القرآن باسمه الإله، وهو المعبود وحده لاجتماع صفات الكمال فيه، ومناجاة العبد لهذا الإله الكامل ذى الأسماء الحسنى والصفات العليا المرغوب إليه في أن يعيذ عبده الذى يناجيه بكلامه من الشيطان الحائل بينه وبين مناجاة ربه، ثم استحب التعلق باسم الإله في جميع المواطن التى يقال فيها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن اسم الله هو الغاية للأسماء؛ ولهذا كان كل اسم بعده لا يتصرف إلا به، فتقول: الله هو السلام المؤمن، فالجلالة تعرف غيرها، وغيرها لا يعرفها، والذين أشركوا به تعالى في الربوبية منهم من أثبت معه خالقا وإن لم يقولوا: إنه مكافئ له، وهم المشركون ومن ضاهاهم من القدرية «4» ، وربوبيته سبحانه للعالم الربوبية الكاملة المطلقة الشاملة تبطل أقوالهم؛ لأنها تقتضى ربوبيته لجميع ما فيه من الذوات والصفات والحركات والأفعال.
وحقيقة قول القدرية المجوسية أنه تعالى ليس ربا لأفعال الحيوان ولا تتناولها ربوبيته، إذ كيف يتناول ما لا يدخل تحت قدرته ومشيئته وخلقه.