وقال عبد الجبار بن أبى بكر بن محمد بن حمديس أبو محمد الأزدى الصقلى «1» :
قناة من الشمع مركوزة ... لها حربة طبعت من ذهب
تحرّق بالنار أحشاؤها ... فتدمع مقلتها باللهب
تمشى لنا نورها في الدّجى ... كما يتمشى الرضا في الغضب
فأوحب لآكلة جسمها ... بروح تشاركها في العطب
وقال:
مصفرة الجسم وهى ناحلة ... تستعذب العيش مع تعذّبها
تطعن صدر الدجى بعالية ... صنوبرىّ لسان كوكبها
إن تلفت روح هذه اقتبست ... من هذه فضلة تعيش بها
كحية باللسان لاحسة ... ما أردكت من سواد غيهبها
وقال السرى بن أحمد الرفاء الكندى الموصلى «2» :
أعددت لليل إذا الليل غسق ... وقيد الألحاظ من دون الطرق
قضبان تبر عرّبت من الورق ... شفاؤها إن مرضت ضرب العنق
وقال من أبيات:
ولما دنا الليل فرّجته ... بروح تحيّف جثمانها
بشمع أعير قدود الرماح ... وسرج ذراها وألوانها
غصون من التبر قد أزهرت ... لهيبا يزيّن أفنانها
فيا حسن أرواحها في الدجى ... وقد أكلت فيه أبدانها