رسائل المقريزي (صفحة 321)

وقال مجير الدين محمد بن على بن يعقوب بن تميم «1» ، وقد اجتاز ليلة بدار بعض أصحابه ومعه شمعة فطفيت، فأوقدها من داره:

يا أيها المولى الشريف ومن له ... فضل يفوق به على أهل الأدب

لما أزرتك شمعتى لتبرّها ... جاءت تحدث عن سراجك بالعجب

وافته حاسرة فقبل رأسها ... وأعادها نحوى بتاج من ذهب

وينسب لأمير المؤمنين المستنجد بالله أبي المظفر يوسف «2» ، الثانى والثلاثين من خلفاء بنى العباس أنه قال في الشمعة:

وصفراء مثلى في القياس ودمعها ... سجام على الخدين مثل دموعى

تذوب كما قد ذبت وجدا ولوعة ... ويحوى حشاها ما حوته ضلوعى

وللمستنجد أيضا:

وباخل أشعل في بيته ... فى مرّة منه لنا شمعه

فما جرت من عينها دمعة ... حتى جرت من عينه دمعه «3»

وقال الأديب الكاتب الناسك: فخر الدين أبو الطاهر إسماعيل بن علىّ بن محمد بن عبد الواحد بن أبي اليمن بن عز القضاة يصف شموعا:

وزهر شموع إن مددن بنانها ... لمحو سطور الليل ناب عن البدر

وفيهن كافورية خلت أنها ... عمود صباح فوقه كوكب الفجر

وصفراء تحكى شاحبا شاب رأسه ... فأدمعه تجرى على ضيعة العمر

وخضراء يبدو وقدها فوق قدها ... كنرجسة تزهو على الغصن النضر

ولا غرو أن يحكى الأزاهر حسنها ... أليس جناها النحل قدما من الزهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015