.............. .... سليمان «1» بن عبد الملك بن مروان حج فأتى الطائف، فوجد ريح النّدع، فكتب إلى والى الطائف: «انظر لى عسلا من عسل الندغ والسّحاء، أخضر في السّقاء، أبيض في الإناء، من حدب بنى شبابة» ، ويقال:
حداب بنى شبابة من فهم بن مالك بن الأزد، وليسوا من عدوان «2» وحداب بنى شبابة أكثر أرض العرب عسلا وعنبا، وتينا وربّى «3» . واليمن: كلّها أرض عسل.
ويقال: إن عسل النّدغ إذا كان في السّقاء، فنظرت إليه رأيته كأنه اللبن المذرّح «4» ، فإذا أخرجت منه شيئا فجعلته في إناء أبيض، وكذلك جميع العسل إذا كان كثيرا في وعاء رأيته أخضر، فإذا أخرجت منه شيئا تبّين لونه إن كان أحمر، أو أصفر، أو غيره. والمذرّح: الذى كثر عليه الماء. فإذا كثر عليه الماء أخضرّ وأصفى عسل العرب: عسل الشّيعة «5» ، وهى شجيرة لها نور ذكىّ.
وعسل الضّرم «6» لونه كلون الماء، وهو أجود عسلهم. والضّرم أبيض اللون، ونباته شبيه بنبات النّدغ.
ومن عسل العرب المذخ، ونحله تجرس رمّان البرّ الذى يقال له: «المظّ» ، فإن جلّناره كثير العسل.
والعسل الصعترى، معروف وهو أشد العسل حروفة، وأرقّه.
وكذلك العسل اللّوزى معروف، وليس من عسل أرض العرب، وهو من أشد