وذهب آخرون إلى جواز إطلاقه وأنه لا يقول: «إن شاء الله» وهذا هو المختار، وقول أهل التحقيق.
وذهب الأوزاعى وغيره إلى جواز الأمرين «1» ، والكل صحيح باعتبارات مختلفة فمن أطلق نظر إلى الحال وأحكام الإيمان جارية عليه في الحال، ومن قال: إن شاء الله، فقالوا فيه: هو إما للتبرك، وإما لاعتبار العاقبة، وما قدر الله تعالى فلا يدرى أيثبت على الإيمان أم يصرف عنه، والقول بالتخيير حسن صحيح نظرا إلى مأخذ القولين، ورفعا لحقيقة الخلاف، وأما الكافر ففيه خلاف غريب لأصحابنا، منهم من قال: هو كافر، ولا يقال: إن شاء الله، ومنهم من قال: هو فى التقييد كالمسلم على ما تقدم، فيقال على قول التقييد: هو كافر إن شاء الله تعالى نظرا إلى الخاتمة، وأنها مجهولة، وهذا القول اختاره بعض المحققين والله أعلم.
انتهى «2» .
وقد جاء في معنى خاتمة الخير أحاديث وآثار.
قال ابن السنى: ثنا نجيح بن إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا صالح بن أبى الأسود عن عبد الملك النخعى عن ابن جدعان، عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول إذا انصرف من الصلاة: «اللهم اجعل خير عمرى آخره، واجعل خير عملى خواتمه، واجعل خير أيامى يوم لقاك» «3» .
وقد روى عن الإمام أبى عبد الله أحمد بن حنبل رضى الله عنه أنه كان كثيرا ما يدعو: اللهم أمتنى على الإسلام والسنة.
ومن الأدعية المأثورة: «اللهم ألبسنى العافية كى تهيننى المعيشة، واختم لى بخير حتى لا تقرنى ذنوبى، واكفنى مؤونة الدنيا وكل هول في الآخرة حتى تدخلنى الجنة في عافية» .