رسائل المقريزي (صفحة 242)

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ

الآية، قال: اشتاق إلى لقاء ربه، فأحب أن يلحقه بآبائه فدعى الله أن يتوفاه ويلحقه بهم، ولم يسأل نبى قط الموت غير يوسف عليه السلام «1» وهو قول قتادة في قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

قال: لما جمع الله شمل يوسف وأقر عينه وهو يومئذ مغموس في الدنيا وملكها وغضارتها اشتاق إلى الصالحين قبله «2» ، وقال ابن عباس: ما تمنى نبى قط الموت قبل يوسف عليه السلام، وفي رواية: لما جمع الله ليوسف شمله وتكاملت عليه النعم سأل لقاء ربه وقال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ...

الآية، فلم يتمن الموت أحد نبى لا غيره إلا يوسف، وعن ابن أبى نجيح «3» : لما جمع الله بين يوسف وبين أبيه وإخوته وهو يومئذ ملك مصر اشتاق إلى لقاء الله تعالى وإلى آبائه الصالحين إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ...

الآية.

وأما القول الآخر فعن الضحاك في قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

قال: توفنى على طاعتك واغفر لى إذا توفيتنى «4» ، وعن ابن عباس في رواية عن عطاء: يريد لا تسلبنى الإسلام حتى تتوفانى عليه «5» .

وقال الواحدى «6» فى قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

هذا دليل فيه على تمنى الموت، بل هو دليل على سؤال أن يكون موته على الإسلام إذا كان، وقال أبو العباس أحمد بن يوسف الكواشى «7» : تَوَفَّنِي مُسْلِماً

أى موحدا مخلصا ولا تجعل لى إلى نفسى رجوعا بحال ولا تدبير بسبب، فقد ذقت مرارات الأسباب فيما اخترته لنفسى وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

بآبائه النبيين، أو بأهل الجنة، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015