(حصول الإنعام والمير في سؤال خاتمة الخير «1»
) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا محمد الذى جاءنا بالبينات والهدى فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى ظهر دينه على كل دين، وملته على كل ملة، وعلى آله وأصحابه وسلم، وبعد:
فنسأل الله المبتدئ لنا بنعمه قبل استحقاقها، المانّ به علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب من شكره لها أن يجعلنا من خير أمة أخرجت للناس وأن يرزقنا فهما في كتابه، ثم سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم قولا وعملا يؤدى له عنه حقه ويوجب لنا نافلة من يده بمنه وكرمه، وأن يختم لنا منه بخير وعافية بلا محنة، فإن سؤال العبد ربه تعالى أن يختم له بخير، وطلب ذلك لأخيه المؤمن من أهم الأمور وأصله ثابت بالكتاب والسنة.
قال الله جل جلاله حكاية عن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
«2» .
على أن علماء التفسير قد اختلفوا في قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً
على قولين:
أحدهما: أنه تمنى الموت، والآخر: أنه تمنى الوفاة على الإسلام إذا جاء أجله، فأما الأول، فعن السدى عن ابن عباس- رضى الله عنهما- وقد ذكر قول يوسف عليه السلام: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ...
الآية. قال: هو أول نبى سأل الله الموت «3» ، وعن ابن جريج «4» قال: قال ابن عباس رضى الله عنهما في قوله: