رسائل المقريزي (صفحة 221)

وأخبرنى بعض ثقة «1» أنه شاهد ذلك، وعندهم سحرة يمنعون الريح أن تهب، فيأمر الحطى «2» بعضهم أن يضربوا فلا زالوا يهيئون حتى تهب الريح فيذرون عليها غلالهم، وهو عند الحبش دجاج برى، ولهم دجاج ثان يخرج هو والبط من بركة ماء في إقليم هدية من بلاد الزيلع وهو يتولد من هذا الماء، ولا بد للحبشة من مطران «3» يولّيه بطريق «4» النصارى اليعاقبة»

بمصر بعد سؤال الحطى لسلطان مصر فى ذلك بكتاب يبعثه مع رسله وصحبته هدية، فيتقدم للبطريق بتعيين مطران لهم.

والحبشة قوم يدينون بالنصرانية من قديم ويعتقدون مذهب اليعقوبية، وهم يتشددون في ديانتهم تشددا زائدا ويعادون من خالفهم من سائر الملل «6» أشد عداوة ويعادون الطائفة الملكية «7» من النصارى، بحيث أخبرنى من دخل منهم إلى بلاد الحبشة أنه أظهر بها أنه يعقوبى خوفا من القتل لو علموا أنه ملكى.

والحبشة تسكن بيوتا من قش تطلى بأخثاء البقر، ويأكلون اللحم نيئا، حتى لقد أخبرنى من شاهد الحطى داود بن يوسف أرعد يأكل كرش بقرة نيئا وما فيه من بقايا الفرث «8» يسيل على حنكه «9» .

وشاهد رجلا يأكل دجاجة وهى «10» تصيح وهم عراة الأبدان لا يكادون يعرفون لبس المخيط، بل يرتدون ويتّزرون «11» فى أوساطهم، وليس للحطى ديوان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015