لأنه فقد الإخلاص، والله سبحانه يقول: [إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] (النساء: 48) وقال: [وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (الأنعام: 88) .

كذلك لو صلى لله ولكن على صفة غير الصفة التي علمنا إياها الرسول"؛ بحيث ابتدع صفة من عنده بطلت عبادته؛ لأنه فقد المتابعة، والرسول"يقول في الحديث المتفق عليه: =من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد+ (?) .

أي مردود، والجار والمجرور في قوله =عليه+ متعلق بمحذوف تقديره (حاكماً أو مهيمناً) .

وفي رواية أخرى للحديث =من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد+ (?) .

وهذان الشرطان في الحقيقة متلازمان؛ فإن من الإخلاص لله أن تتبع النبي"واتباعُه عليه الصلاة والسلام مستلزم للإخلاص.

أهمية الإخلاص والمتابعة

مما يدل على أهمية الإخلاص والمتابعة اللذين هما شرطا قبول العبادة مايلي:

1_أن الله أمر بإخلاص العبادة له، قال_تعالى_: [وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] (الأعراف: 29) .

2_أن الله_تعالى_اختص نفسه بالتشريع، فهو حقه وحده، ومن تَعَبَّد الله بغير ما شرع فقد شارك الله عز وجل في تشريعه، قال_تعالى_: [شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ] (الشورى: 13) .

وقال: [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ] (الأنعام: 153) .

3_أن الله أنكر على من يشرع من عند نفسه، قال_تعالى_: [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ] (الشورى: 21) .

4_أن الله أكمل لنا الدين، ورضيه لنا، قال_تعالى_: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً] (المائدة:3) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015