تأليف الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله_صلى الله عليه وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً_.
أما بعد:
فإن علم العقيدة أشرف العلوم، وأجلها قدراً، وأهمها على الإطلاق.
وأشرف وأجل وأهم ما في هذا العلم مبحث الإيمان بالله_عز وجل_.
فالإيمان بالله أصل الأصول، وهو أول ركنٍ من أركان الإيمان الستة كما قال_تعالى_: [لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ] (البقرة: 177) .
وكما قال"عندما سأله جبريل_عليه السلام_عن الإيمان: =أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره+ (?) .
والإيمان بالله_عز وجل_رأس كل فلاح، وأسُّ كل نجاح، فما أنزلت الكتب، ولا أرسلت الرسل إلا لأجل تقريره وتثبيته في النفوس.
وفيما يلي من صفحات سيكون الحديث عن الإيمان بالله وذلك من خلال المباحث التالية:
_معنى الإيمان بالله.
_ماذا يتضمن الإيمان بالله؟
_الأدلة على وحدانية الله.
_ثمرات الإيمان بالله.
_ما ضد الإيمان بالله؟
_معنى الإلحاد.
_أسباب الإلحاد.
_كيف دخل الإلحاد بلاد المسلمين؟
_الآثار المترتبة على الإلحاد.
فما كان في ذلك من صواب فذلك من الله وحده، وما كان فيه من زلل فمن نفسي والشيطان.
وأخيراً أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بهذه السطور كاتبها، وناشرها، وقرّاءها؛ إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
محمد بن إبراهيم الحمد
الزلفي: ص. ب: 460
www.toislam.net