31_ سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب الرسول": فقلوبهم عامرة بحبهم، وألسنتهم تلهج بالثناء عليهم، فأهل السنة يرون أن الصحابة خير القرون؛ لأن الله_عز وجل_زكاهم وكذلك رسوله".
32_ سلامتهم من الحيرة والاضطراب، والتخبط والتناقض: فأهل السنة والجماعة أكثر الناس رضاً ويقيناً، وطمأنينة، وإيماناً، وأبعدهم عن الحيرة والاضطراب، والتخبط والتناقض.
حتى إنه ليوجد عند عوام أهل السنة من بَرْدِ اليقين، وحسن المعتقد، والبعد عن الحيرة_ما لا يوجد عند علماء الطوائف الأخرى، وحُذَّاقهم من أهل الكلام وغيرهم، ممن اضطربوا في تقرير عقائدهم فحاروا وحيروا، وتعبوا وأتعبوا.
ومما يدل على حيرتهم ما جاء على ألسنة حُذَّاق أهل الكلام الذي بلغوا الغاية فيه فلم يرجعوا بفائدة، ولم يعودوا بعائدة، فهذا الرازي أحد أكابر علم الكلام ينوح على نفسه ويبكي عليها قائلاً:
نهايةُ إقدام العقول عِقالُ **** وغاية سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا **** وغايةُ دنيانا أذىً ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا **** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم قد رأينا من رجال ودولة **** فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها **** رجال فزالوا والجبال جبال
ومنهم الشهرستاني الذي قال:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها **** وقلَّبت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كفَّ حائرٍ **** على ذَقَنٍ أو قارعاً سنَّ نادم
ومن الذين خاضوا في علم الكلام وندموا على ذلك: الجويني، والغزالي، والخسر وشاهي، وغيرهم.
هذا هو شأن من ضل من أهل الفرق الإسلامية.
أما الكفار الذين تنكبوا الصراط المستقيم من الملاحدة وغيرهم_فلا تسل عن بؤسهم وشقائهم فهم يعيشون أدنى دركات الشقاء والنكد، فلقد سلبوا الأمن، وشاعت فيهم الأمراض النفسية والعصبية، وكثر فيهم الرعب، وانتشر فيهم الانتحار والرغبة في التخلص من الحياة.