الدستور، وبعض الخطب التي ألقيتها في الهند؛ فإنني كتبتها للمنار بعد إلقائها في مدد قصيرة أو طويلة، ورأيت الذين سمعوها يقولون إنني لم أترك مما قلته شيئًا، ومنها الخطبة التي ارتجلتها في مدرسة عليكرة الإسلامية الجامعة في الهند وموضوعها التربية وأنواعها وفلسفتها، اقتُرحتْ عليَّ عند عقد الحفلة التي أقامها طلاب المدرسة لي، ثم اقتُرح علي بعد الاحتفال أن أكتبها فلم أجد فرصة لذلك مدة مكثي في الهند؛ ولكنني كتبتها في مسقط وأرسلتها إلى عمدة المدرسة، وكانوا قد كتبوا كل ما وعوه منها بطريقة الاختزال فلما وصل إليهم ما كتبته وجدوه أوفى وأضبط مما كتبوا، ولقد رويت عن شيخنا الأستاذ الإمام في تاريخي له أمورًا كثيرة سمعتها أو حضرتها بعد الثلاثين ودونتها بعد الستين، ونشرت له خطبًا ارتجالية في عهده لم يستدرك علي منها كلمة.
6 - لو كان التفاضل في العلم عند الصحابة بالرواية لتنافسوا فيها ولكتب الكاتبون منهم ما سمعوه ووعوه، ولم ينقل عنهم هذا بل المنقول خلافه.