فأقول: لبيك لبيك، لقد دعوتني إلى ما كنت أتمنى مثله، فإنني ما كتبت ولن أكتب في هذه المسألة ولا في غيرها إلا ما أعتقد حقيته، وأقصد به النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين، وهو ما أرشدنا إليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقدر ما يصل إليه علمي ورأيي، فإنني لا أنتحل مذهبًا من مذاهب الفرق الإسلامية أتعصب له، ولا أقلد عالمًا من أئمتها أتقيد برأيه واجتهاده، فأخشى أن يظهر بالمناظرة بطلان قوله، بل طالما ذكرت في المنار ما هو منتقد عندي من المذاهب الشهيرة، وليس للمنار أدنى مساعدة مالية ولا معنوية من طائفة من الطوائف، ولا أهل مذهب من المذاهب، ولا من فرد من الأفراد، فأخشى على نفسي أن تتبع الهوى في الانتصار لمذهبهم أو شخوصهم من حيث أدري ولا أدري.
فإن كنت تعاهد الله كما أعاهده على ما نقلته عنك آنفًا فهلم.
ولا أحفل بما قلت قبله ولا بعده من الأمور التي أملاها عليك سوء الظن بي من ترغيب وترهيب، وشك مريب.
ولما كانت مسائل الخلاف كثيرة، وكان الباب الذي نفتحه