لأبي بكر الصديق أعظم الشرف في أن يكون ثالثهم، أو كما قلتم متمما للعدد.
ويزيد هذا الشرف الذاتي قيمة: أنه ليس مما يحصل مثله بالمصادفة ولا بالكسب والسعي، وإنما الذي اختاره له هو رسول الله بإذن الله، والمخبر بذلك هو الله ورسوله.
ولو وردت هذه الآية وهذا الحديث في علي رضي الله عنه وكرم وجهه لقلتم في الثلاثة حينئذ نحوًا مما قالت النصارى في ثالوثهم (الأب والابن وروح القدس) كما قلتم في كونه كرم الله وجهه أحد الذين ثبتوا معه صلى الله عليه وسلم في حنين، فجعلتم هذا الثبات الذي يتفرد به ولم يثبت بنص القرآن، ولا بحديث متواتر مرفوع ولا مرسل، حجةً على كونه وحده دون من اعترفتم بثباتهم معه سببا للنصر، وإنقاذ الرسول من القتل، وبقاء الإسلام والمسلمين في الوجود! (?)
وكما فعلتم في حديث مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم له؛ إذ فضلتموه به على الصديق وغيره، على حين قد ثبتت تسمية النبي صلى الله عليه وسلم الصِّدِّيقَ أخا له بأحاديث أصح من ذلك الحديث كقوله صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت متخذًا من أمتي خليلا دون ربي لاتخذت