الزبير وطلحة وسعد بن وأبي وقاص الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وخالد بن وليد سيف الله ورسوله وفاتح العراق والشام ورافع لواء الإسلام، وأبا دجانة وسهل بن حنيف وسعد بن عبادة والحارث ابن الصمة وأبا أيوب وأمثالهم من صناديد الإسلام الأعلام، فزعم كاذباً مفتريا أن تلك الصدمة ((أطارت أفئدتهم وشردت بهم في كل واد)) ليقول في علي: ((وكيف قام في وجهها وانتدب لصدها وأقدم على ردها بصدر أوسع من الفضاء وقلب أمضى من القضاء)) زعم بل أقسم أنه ((لقد فاز من بين أصحاب رسول الله بأجرها، واستولى على فضلها وطار بفخرها)) كأنه يشعر شعوراً خفياً لا يدركه عقله بأنه لا يتم له إثبات غلوه فيه إلا بافتراء مناقب له مقرونة بتحقير سائر إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالكذب على الله في الأمرين: كزعمه أنه تعالى قرعهم وباهى به، تعالى الله عن ذلك. (?)
ثم ذكر أنه يقول هذا غير مزدرٍ لتلك العصبة الهاشمية وهم التسعة الذين ثبتوا معه صلى الله عليه وسلم أيضاً - أي كما أزدرى سائر الصحابة -، وإنما استثناهم من الازدراء لنسبهم لا لشجاعتهم وفضلهم، وذلك