والصد عن السنة وأعلامها لما جعلنا شبهة التبليغ تستحق أن تذكر وتبين هنا.
ذلك أنه اقتصر من روايات المسألة على ما نقله عن ابن جرير الطبري عن السدى عن من قوله: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس الأربعين - يعني من سورة براءة- بعث بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج. فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة، أتبعه بعلي فأخذها منه. فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شئ قال ((لا، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني)) . اهـ
ثم استنبط من هذه الرواية أنها تدل على أن نفس علي من الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة نفسه، وأنه خير الصحابة وأفضلهم عند الله وأكرمهم عليه. فإن من كان بهذه الصفة هو الذي يمثل شخص النبي ويقوم مقامه ويكون بمنزله نفسه الشريفة.
ثم قال: ((ودل هذا القول منه صلى الله عليه وسلم على أن كون على من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفسه نفسه أمر محقق ثابت لا ريب فيه عند أبي بكر ولهذا لم يحتج صلى الله عليه وسلم لذكره. وذلك ظاهر عنه العارف بطريق