ولقد كان تأمير النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على المسلمين في إقامة الحج في أول حجة للمسلمين بعد خلوص السلطان لهم على مكة ومشاعر الحج كلها. كتقديمه للصلاة بالناس قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم كلاهما تقديم له على جميع زعماء الصحابة في إقامة أركان الإسلام التي كان يقوم بها وصلى الله عليه وسلم، وعدها جميع الصحابة ترشيحاً له لتولى الإقامة العامة بعده. فالواقعة دليل على خلافة أبي بكر لا على خلافة على رضي الله عنهما. وقد علم الله كلا منهما سيكون إماماً في وقته.
قال الآلوسي بعد ذكر شيء في هذا المعني [روح المعاني 10 / 45] :
((وقد ذكر بعض أهل السنة نكتة في نصب أبي بكر أميراً للناس في حجهم ونصب الأمير كرم الله تعالى وجهه مبلغا نقض العهد في ذلك المحفل، وهي أن الصديق رضي الله عنه كان مظهراً لصفة الرحمة والجمال، كما يرشد إليه ما تقدم في حديث الإسراء وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم ((ارحم أمتي بأمتي أبو بكر)) أحال إليه عليه الصلاة والسلام أمر المسلمين الذين هم مورد الرحمة، ولما كان علي كرم الله وجهه الذي هو أسد الله مظهر جلاله فوض إليه نقض