وكثير من العهر أحسن من هذه العفافة " ومما " يستحسن للحجاج قوله لام عبد الرحمن ابن محمد بن الاشعث عمدت إلى مال الله فوضعته تحت ذيلك لانه كره أن يقول تحت استك كما تقوله العامة خوفاً من ان يكون قد جازف كما عيب به عبد الله بن الزبير لما قال لامرأة عبد الله حارم أخرجي المال الذي تحت استك فقالت ما ظننت أحدا بلى شيئاً من أمور المسلمين فيتكلم بهذا فقال بعض الحاضرين أما ترون إلى الخلع الخفي الذي أشارت اليه " وقال " أبو منصور الازهري في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتيان النساء في محاشهن انها كناية عن ادبارهن وأصلها من الحش " وقال " الجاحظ في قول الله عز وجل اسمه والذين هم لفروجهم حافظون. وقوله وريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها انها كناية عن العورة ولما كثر في الكلام قال بعض المفسرين انه يحتاج إلى كناية فقال في قوله تعالى وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا انها كناية عن الفروج كأنه لم يعلم ان كلام الجلد من أعجب العجب ولو كان كذلك لقال عند ذكر الفروج والذين هم لجلودهم حافظون ولقال ومريم ابنة عمران التي أحصلت جلدها " وروي " الفقهاء ان رفاعة طلق امراته فتزوجت برجل يقال له عبد الرحمن بن الزبير بفتح الزاي وجر الباء ثم شكته الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت ان الذي معه كهدية الثوب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن تراجعي رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك فانظر الى لطافة هذا الكلام وكثرة رونقه وحسن كنايته عن العورة والنكاح بالعسيلة التي هي تصغير العسل وهو يذكر ويؤنث " وذهب " من أنكر تأنيثه الي انه تصغير عسلة يقال عسلة وعسل كما يقال تمرة وتمر " ومن نادر " الكناية وجيدها قول ابي حكيمة راشد بن اسحق الكاتب في فنه الذي شهر من قصيدة
ثم فما عندك خير يرتجى ... أيها الاير القليل المنفعه
طالما جدلت فرسان الوغى ... وافتتحت القلعة الممتنعه
وتقحمت مطامير الهوى ... فعرفت الضيق منها والسعه
وعهدي بالاستاذ الطبري ينشد هذه الابيات ويعجب من جودتها في معناها ويقول ان من يكنى عن الاحراح والفقاح بمطامير الهوى لمن شياطين الانس الذين سخر لهم الكلام حتى قادوه بألين " زمم دمما يليق " بهذا الفصل قول البحتري في رجل تزوج قينة
تزوجها بعد احراقها ... قلوب الندامى واقلاقها
فكيف انبسطت ولم تنقيض ... لاجلاسها مع عشاقها
اذا كنت تمكن من حبها ... فانك تمكن من ساقها
" فصل يتصل به في الكناية عن عورة الرجل " قال النبي صلى الله عليه وسلم من تعزي بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن أبيه ولا تكنوا وقال عليه الصلاة والسلام من وقاه الله شر ما بين فكيه ورجليه دخل الجنة.. وقال الشاعر في مثل هاتين الكنايتين
وعضوين للأنسان لا عظم فيهما ... هما سببا اصلاحه وفساده
إذا صلحا كان الصلاح لديهما ... وان فسدا لم يحظ يوم معاده
وقد كنى عنها عبد العزيز بن محمد السوسي بالبلبلة فقال من قصيدة
وحين قامت على بلبلتي ... ولم أجد خيلة تبلبلت
يكنى عن جلد عميرة وعميرة كناية وكذلك القضيب والطومار قال ابو نعامة
زرت أخاكم يا بني صالح ... فلم يزل بنشر طومار
حتى اذا اخشوشن في كفه ... أدخله مصيدة الفار
" وقال دعبل "
يا من يقلب طوماراً وينشره ... ماذا بقلبك من حب الطوامير
فيه مشابه من شيئ كلفت به ... طولا بطول وتدويرا بتدوير
ومن كنايات ابن الرومي في هذا الباب قوله يهجو شخصاً
ما مر من يوم عليه وليلة ... الا وبعض غلامه في بعضه
" وأنشدني أبو الفتح البستي لنفسه "
وذات دل اذا لا حظت صورتها ... رجعت عنها بقلب جد مفتون
تزور عني بنون الصدغ حين رأت ... امام لهوي يقرا سورة النون