اعوذ بالله من فلان الشادن الفاتن. وطرفه الفاتر الساخر. فقد رأيت به الغزال والغزالة. والهلال في الغلالة. فلم يشبع من حسنه ناظري. ولم يرو منه خاطري. وشبهت غرته القمرية بالرشاد والايمان الغض. وطرته السجيه بالضلال والكفر المحض وحسبت ان الله ارسله نبيا. وهداه صراطاً سويا. وجعل حسنه اقوى معجزاته واوضح دلالاته. ومما بليت به منه انه متى ما زادني قرباً زدت حباً. وإذا زادني وصلاً. زدت خبلا. فكأن حبال وصله حبالة لصيدي. وكأن مساعدته اياي زيادة في قيدي. لا عدمت هواه. والرضى بما يرضاه.
" " اخرى في حل قول الصنوبري "
من اين للبدر يا غلام ... هذا التثني وذا القوام
أنت الذي لا حسام ما لم ... يسل من طرفك الحسام
شمس نهار ولا نهار ... بدر ظلام ولا ظلام
فمنك وصل ومنك هجر ... فذا حياوة وذا حمام
يا ليتنا ضمنا التقاء ... أو ليتنا ضمنا التزام
اين يا سيد للبدر التمام. مالك من القوام. الذي يقيم حجج عشاقك والشمائل التي تدير عليهم كؤس اشتياقك. واين له العين التي هي نزهة العيون. تسل سيف الملك مأمون بن مأمون. وما أنت الا شمس نهار والنهار ذاهب. وبدر ظلام والظلام غائب. وما وصلك الا الحياة. وهجرك الا الحيات فيا ليتني جنيت مرة من ثمارك. وسكرت من عقارك. والسلام " اخرى في حل قول ابن المعتز "
يا هلال تدور في فلك النا ... ورد رفقا بأعين النظارة
قف لنا في الطريق ان لم تزرنا ... وقفة في الطريق نصف الزيارة
ايها الغزال المتنقب بالورد. والهلال الدائر في فلك الناورد رفقا بالنظارة فقد حيرتهم بحسنك الظاهر. وملكتهم بطرفك الساحر. وقف للصديق. في الطريق. ان لم تجبه عند الاستزارة فالوقفة نصف الزيارة " اخرى في حل قول ابن طبا طبا "
نفسي الفداء لغائب عن ناظري ... ومحله في القلب دون حجابه
لولا تمتع مقلتي بجماله ... لو هبتها لمبشري بايابه
فديت من غاب شخصه عن عيني. وانا اراه في مرآة من قلبي واناجيه بخاطري. حتى كأنه حاضري. ولولا تنزه عيني في روضة جماله واستمتاعها به عند وصاله. لجعلتها هدية لمن يبشرني باقترابه. ويجلي كربي بنسيم ايابه. والله اسال ان يطوي له بساط الارض حتى يدنو بعيدها. ويلين شديدها. بمشيئته وقدرته
" فصل في حل قول البقري الكاتب "
أحرقت بالسواد فضة خدي ... هـ فقد أحرقت سواد القلوب
" وقول الآخر "
وقد كنت ارجوانه حين يلتحى ... يخفف احزاني ويعقبني صبراً
فلما التحى واسود عارض خده ... تزايدت البلوى بواحدة عشرا
" وقول الآخر "
قالوا التحى فمحا محا ... سن وجهه نبت الشعر
الآن طاب وانما ... ذلك النهار على السحن
لولا سواد في القمر ... والله ما حسن القمر
سألتني أيدك الله عن الانسان الذي ملك عناني حين القلب فارغ. وحاز مودتي وظل الصبي صابغ. فخذ اليك الخبر واعلم انه لما احرفت بالشعر فضة خده. احترق سواد قلبي من حبه. وقد كنت ارجو ان تتفق السلوة. وتحدث النبوة. إذا استحال نور خده دجى وزمرد خطه سبجا. فحين لعب الربيع بخده. وأضاف البنفسج إلى ورده. تزايد حبي له. وتضاعف غرامي به. وما محاسن وجهه الشعر بل زاد حسناً بسواده البدر. وطاب الروض لما اشتمل عليه الزهر. والسلام " آخر في حل قول الآخر وهو البسامي "
يا من نعته إلى الاخوان لحيته ... ادبرت والناس اقبال وادبار
قد كنت ممن يهش الناظرون له ... خفض دونك الحاظ وابصار
ايام وجهك مصقول عوارضه ... وللربيع على خديك انوار
حانت منيته واسود عارضه ... كما تسود بعد الميت الدار