ما اراني حييت الا لاني ... عمى الموت عن امكاني لسقمي
كتابي اطال الله بقاك يا سيدي وقد مد الهوى. منذ يوم النوى الى بدني يد البلى. وفرق الهجر بين الجفن والرقاد. كتفريقه بين الجنب والمهاد. ولم يبق مني الارواح تردد في جسم كالخلال بل كالخيال. بل كهلال اسرار. فاذا طيرت الريح عنه الثوب لم يظهر للابصار. وكفى بجسمي نحولا. وضموراً وذبولاً. انني لولا مخاطبتي اياك. لما رأتني عيناك. ولو كنت شعرة في قلم كاتب لما غيرت خطه. أو قذاة في عين نائم لما نبهت جفنه. فلا تلمني ياسيدي على دقة خطي. فهو يشبه جسمي. ولعمري اني ذهبت من قلبي لا من حبي. فهو الذي كساني حلة السقم وعرضني لذوب الجسم. وما اراني حييت مع هذه البلوى. الا لاني خفيت على ابي يحيى. ولو كان يراني. لما استبقاني. ولكن النحول نجاني. والسلام
" فصل في حل قول هرون الرشيد "
ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وطيعهن وهن في عصاني
ما ذاك الا ان سلطان الهوى ... وبه قوين اعز من سلطاني
الغياث الغياث. من مملوكات ثلاث. اخذن قلبي كله. وملكن امري دقة وجله. وحللن مني محل العضو من الجسد. والخلب من الكبد. والناس يطيعونني. وانا اطيعهن ويعصينني والبلاد والعباد في ملكي وملكي وهن يملكنني. وما ذاك الا لان سلطاني دون سلطان الهوى. وذل الحب يغلب عز المولى. والله المستعان واليه المشتكى " آخر في حل قول ابي نواس "
يا قمراً ابصرت في مأتم ... تندب شجوا بين اتراب
تبكي فتلقى الدر من نرجس ... وتلطم الورد بعناب
رتعت عيني في روض الانس. وضرة الشمس ورأت قمرالارض. وتمثال الحسن المحض. في مأتم تحولت عرسا بها. ومحاسن الدنيا في ثيابها. وهي تندب بين اترابها. وتبكي فتنثر الدر من النرجس. وتلطم بالورد بالعناب المونس. فياله من منظر انيق بالتعجب منه حقيق.
" آخر في حل قول ابن ثوابه "
اتتني تؤنبني بالبكا ... فأهلاً بها وبتأنيبها
تقول وفي قولها حشمة ... أتبكي بعين تراني بها
فقلت إذا استحسنت غيركم ... أمرت الدموع بتأديبها
أتتني الأنسانة الفتانه. وكأنها البدر قرط بالثريا. ونيط بها عقد من الجوزا. فطفقت تقوم وتقعد بتأنيبي. وتنجد وتغور في تقريعي. وتلوموني على العين الباكية. والدموع بالدماء الجارية. وتقول أتبكي بعين ترى بها وجهي وهو نزهة الابصار. وبدعة الامصار ومخجل الاقمار. وكأنه مائة الف دينار. فقلت لها إذا اشتغلت بسواكم. واستحسنت الا اياكم. أمرت الدموع بتاديبها وعركها. ولم ارخص لها في تركها. فانصرفت راضية ولم تعد شاكيه " آخر في حل قول ابي نواس "
وذات خد مورد ... قوهية المتجرد
تأمل العين منها ... محاسناً ليس تنفد
فبعضها يتناهى ... وبعضها يتولد
وكلما عدت فيها ... يكون لي العود أحمد
سبحان من بلاني بجارية تفتن بورد خدها واقحوان ثغرها. وتسحر بنرجس عينها ورمان صدرها. وتروق العيون بالشعر الأسود كما تشوق النفوس ببياض المتجرد ولا أزال أتأمل منها بمحاسن لا تنفد. بتكرر وتردد. فبعضها يبلغ أقصى النهايات وبعضها يتولد على الاوقات. وكلما عدت للنظر اليها كان العود احمد. وعيني بها تسعد. وان كان قلبي بها اشقى. وحبي لها اثبت وابقى. رزقني الله عطفها. وثنى الي عطفها
باب في
" رسالة في حل قول الصاحب "
غلام كالغزال والغزالة ... رأيت به هلالاً في غلاله
كأن بياض غرته رشاد ... كأن سواد طرته ضلالا
كأن الله ارسله نبياً ... وصير حسنه أقوى دلاله
إذا ما زدت وصل زدت خبلا ... كأن حبال وصلك لي حباله