وكشفا نقابه، يسمى أحدهما رودولف، والآخر هينريك ميئر ونالا بذلك شرفاً عظيماً، وذكرا في التاريخ، ثم أراد كثير فيما بعد على وقتنا هذا أن يتسنموا ذروته فمنهم من يبلغ بلاغه وقليل ما هم، ومنهم من تفلت رجله فيصبح دفين الثلوج وكثير ما هم، وسبب شغفهم بالصعود عليه مختلف تبعاً لاختلاف الأغراض: فمنهم من يريد أن يستكشف الزهور والنباتات التي بأعلاه طلباً لتوسيع نطاق علم النباتات، ومنهم من يقصد نوال الاسم وإذاعة الصيت.
وكانت هذه البلدة قديما ديراً للراهبين والراهبات، وأما الآن فهي موضع للتنزه، وتغيير الهواء لشهرتها بلطف هوائها واعتداله، ويقصدها لذلك كثير من أولي الثروة لإمضاء فصل الصيف بها، وقد أعدوا لهم فيها أوتيلات متقنة، وحوانيت لمبيع اللوازم، ومحلات لتشخيص الروايات والمغاني، وما أشبه ذلك. وترى لها مساءً وقد أضاءت بها مصابيح النور الكهربائي بين تلك الجبال والزروع منظراً يروق النواظر، ويبهج الخواطر.
وسكانها 3000 نفس، كل منهم ذو سكون وَدَعَة، بشوش الوجه لطيف الأخلاق، ولا غرو فقد أكسبته طبيعة بلدته ارتياحاً أنطق منه لسان الحال فقال:
لم لا أميلُ إلى الرياض وحسنها ... وأعيش منها تحت ظل ضافي