زمنا طويلاً، ثم إنه في سنة 1443 رجع إلى بلدية مينس، واتفق مع أحد الأغنياء بها المسمى فوست وكان صائغاً مثرياً، فأمده بماله، فعمل يوحنا المذكور المطبعة الأولى من الحديد، وأول ما طبع عليها الكتاب المقدس، وقد صرفوا فيها دراهم عديدة لم تأتِ بربحها، ولذلك أقام عليه فيما بعد فوست المذكور دعوى كان غايتها أن استولى على تلك المطبعة وأخرج يوحنا صُفْر اليدين، واشتغل فيها فوست بنفسه هو وأحد أصحابه المسمى بطرس شفر فعملوا إصلاحات فيها وأحسنوا من آلاتها وطبعوا بها كثيراً من الكتب الدينية لديهم.
أما يوحنا جوتن برج فإنه لم يزل في طلب من يمده بالمال لتأسيس مطبعة أخرى، حتى ساعده أحد أولي الثروة ببلدة مينس فأسس مطبعة أخرى اشتهر بها ذكره،
وعلا صيته في الآفاق، وأولاه الحاكم المتصرف وقتئذ لقب شرف وهو كلمة فن وهي في مقابلة الفرنساوية، فقيل له من ذلك الوقت يوحنا فن جوتن برج ولم يزل عزيز الجانب شريفه إلى أن اخترمته يد المنية 24 فبراير سنة 1468 ميلادية.
هذا ويوجد اختلاف كبير في مسألة اختراع الطبع. فقيل إنه كان قديماً في أمة الصين، وادعته أهل هولندة أيضاً، ولكن أرى