وبعد سويعات وصلنا إلى مدينة يقال لها مينس فنزلت بها ولي شوق مزيد لمعاينتها، فمكثت بها بضع ساعات، فشمتها مدينة لطيفة حافظة آثارها القديمة من كنائس وبيع ومنازل موضوعة على الشاطئ الغربي لنهر الرين، وتعتبر ميناء عظمى، لاتساع نهر الرين بمرفئها، وفي الشاطئ الثاني يصب فيه نهر المين المشهور، وشاهدت بها آثار مجرى ماء من أبنية الرومانيين أقاموه لتوصيل المياه من نهر الرين إلى البلاد الداخلة.

وهي من أقدم المدن الألمانية، وكانت تسمى قديماً موجو نلياكم وهو اسم بلغة الكلتيين، وكانوا أمة يسكنون ضواحي نهر الرين قبل الجرمانيين، وقد انقرضوا اللهم إلا أن منهم الآن قوماً في بلاد بريطانيا يخلطون اللغة الإنجليزية ببعض ألفاظ أسلافهم، كما رأيت ذلك مسطوراً في الكتب الجغرافية والتاريخية. وكانت تسمى تلك المدينة في عصر الرومانيين موجونيا وكانت مقر والٍ لهم واعتبروها قلعة حصينة كما هي إلى الآن من أهم القلاع بألمانيا. وفي أواسط القرن الثامن الميلادي صارت المحل الذي يتوج فيه كلّ إمبراطور يتولّى على بلاد جرمانيا. وفي سنة 1462 صارت مستقلة يحكمها مطران، واستولى عليه الفرنساويون من

سنة 1792 إلى سنة 1814، وهي الآن تابعة لغراندوقية يقال لها درم ستات.

وعدد سكانها الآن 66300 نفس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015