أما خلوته فهي مرمرية الأرضية، متأكسدة بخاصية أملاح الماء المعدني، وبها مغاطس وفراش للجلوس، ومرآة وما أشبه ذلك. وبالجملة فقد بارحت ذلك الحمام مسروراً من حسن انتظامه وجمال إتقانه وترتيبه.

أما مدينة فيسبادن فهي موضوعة على الجنوب الغربي لنهر يقال له تونوس ويمر بها غُدير صغير، ومنازلها لطيفة وشوارعها آخذة انتظاماً شطرنجياً مع الاتساع، وقد غرس بها الأشجار، وبها ميادين متّسعة تشغلها الأشجار حول فساقي تنبعث عنها المياه مرتفعة.

وتعد من أقدم المواضع المشهورة بالهواء الصافي، وكانت عيون مياهها المعدنية المسماة فونتس ماتياسي معروفة ومستعملة للرومانيين قديماً، كما علمت، وهي إلى الآن مطروقة للغرباء لأخذهم بحماماتهم، والتريض فيها، ولذلك قد أقاموا لهم في كثير من الميادين قاعات زجاجية بها آبار الماء المعدني، ويسمونها آبار الفوران، وهي معدة لكل من أراد الشرب منها بدون ثمن، فهي كالسبل لدينا. وبها بنات

نظيفات أمامهن طاولة يضعن عليها كؤوساً ملآنة بذلك الماء للواردين، كما قد أعدُّوا للغرباء أيضاً محلاً متسعاً للتنزه وسماع الموسيقى، ويسمونه منزل الشفاء، وهو كقصر لطيف وسط بستان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015