وآسيا وألف تآليف شتّى فمنها المُغْرِب في حلَى المَغْرب والمُشْرِق في حلى المَشرق والنفحة المسْكية
في الرحلة المكية وعدة المستنجز وعقلة المستوفز ذكر فيه رحلته الثانية من تونس إلى المشرق، وكان مائلاً في أخباره إلى الأدب والشعر، حيث كان شاعراً ناثراً طريف الشمائل اطلعت له على وصية وضعها لابنه، وقد أراد ابنه أن يتوجه إلى القاهرة أتى فيها بغرر الكلام، وجواهر المعاني، وسرد فيها قصيدة مطربة أولها:
أودِعُك الرحمنَ في غربتك ... مُرتَقِباً رُحْماه في أوْبَتك
وما اختياري كان طَوْعَ الهوى ... لكنني أجْري على بُغْيَتِك
إلى أن قال فيها بيتاً أنا شغوف به، لَهُوج بإنشاده وهو:
وكل ما كابَدْتَه في النوى ... إيَّاك أن يكسر من هِمَّتِك
وكثير غيرهم ممن جاب البلاد ووصفها.
أما الذين صنفوا في الجغرافيا من المشرقيين فأكثر من أن يحصوا، وقد أخذ عن أغلبهم الأوربيون، ولا يزالون دائبين على طبع كتبهم وتدريسها وترجمتها كجغرافية ياقوت، وأبي الفدا، وابن الفقيه الهمذاني، وأبي القاسم بن خرداذبه، والمقدسي، وقدامة الكاتب، وأبي جعفر الخازن، وأبي زيد البلخي، صاحب الخارطات الجغرافية، وأحمد بابا،