2 - وعلم العدد الذي تكلم فيه أندروماخش (?) مؤلف كتاب الأرثماطيقي في طبائع العدد، ومن نحا نحوه، وهو علم حسن صحيح برهاني. إلا أن المنفعة به إنما هي في الدنيا فقط: في قسمة الأموال على أصحابها ونحو هذا، وكل ما لا نفع (?) له إلا [142ب] في الدنيا فهي منفعة قليلة وتحة (?) لسرعة خروجنا من هذه الدار ولامتناع (?) البقاء فيها، وكل ما ينقضي فكأنه لم يكن، وكما يقول يحيى (?) :
(?) وما هذه الدنيا سوى كر لحظة ... يعد بها الماضي وما لم يحن بعد
هي الزمن الموجود لا شيء غيره ... (?) وما مر والآتي عديمان يا دعد 3 - وعلم المساحة التي تكلم فيها جامع كتاب أقليدس (?) ومن نهج نهجه، وهو علم حسن برهاني، وأصله معرفة نسبة الخطوط والأشكال بعضها من بعض، ومعرفة ذلك في شيئين: أحدهما فهم صفة هيئة الأفلاك والأرض، والثاني في رفع الأثقال (?) والبناء وقسمة الأرضين ونحو ذلك. إلا أن هذا القسم منفعته في الدنيا فقط. وقد قلنا إن ما لا نفع له إلا في الدنيا فمنفعته قليلة لسرعة انقطاعها، ولأنه قد يبقى المرء في دنياه - طول مدته فيها - عارياً من هذين العلمين، ولا يعظم ضرره بجهلهما (?) لا في عاجل ولا في آجل.
4 - وعلم الهيئة: الذي تكلم فيه بطليموس، ولونخس (?) قبله، ومن سلك